11‏/8‏/2010

لا وقت لدينا للتفكير

لقد قالها يوما ً نزار قباني في احدى قصائده: "لا وقت لدينا للتفكير" واستمر ليقول:
مفاتن جسمك لا تحصى
والعمر قصير...
أنا اتقلب فوق الريش
وأغرق في وبر كشمير
فأماناً .. يا أمطار الفل ..
أماناً .. يا وبر الكشمير ..
واقتربي .. يا جزر البللور ..
فإن الموت عليك مثير ..
إني أهواك ..
وذاكرتي في أقصى حالات التخدير
أهواك .. وأجهل ماذا كنت ..
ومن سأكون ..
وأين أصير ..
أهواك .. إلى حد التدمير
وأسير إليك كما البوذي
إلى أعماق النار يسير ..

إقتربي ..
إقتربي مني ..
ولنكسر آلاف الاشياء ..
فلا تعمير ..
بلا تكسير
من جسمك تنطلق الغزوات ..
ومنه ..
سيبتدئ التحرير ..
هذه كانت احدى غزلياته بالمرأة، فيها الهوس والجنون الكبير، حتى أنه نسي وقت التفكير بأمور مهمة أخرى غير هذا الحب.
الآن أخي القارئ اقرأها ثانية ً بتمعن، وتخيل واحد من جماعة المنتفعين يتغزل بحبيبة قلبه الى الابد، ألا وهي الورقة التي عليها السيد فرانكلين بنفسه. ستكتشف أن قوة الحب والجنون نحو الهدف متشابهة.
هذه هي النقطة المهمه: لن يأتي اليوم الذي سيتفرغ به أي واحد من جماعة المنتفعين عن الركض وراء حبيبته الورقة الخضراء. فلا وقت لديهم للتفكير أبدا ً: لا وقت للتفكير بأمور مصلحة البلد عامة، لا وقت للتفكير ببناء مدرسة نحتاجها منذ سنين طويلة، ولا وقت للتعامل بمساواة مع الجميع، ولا وقت الا لحساب من معنا في الانتخابات ومن علينا، وحسبه نبني مشاريعنا بالبلد، وحسبه "نتسامح" مع من لا يدفع الارنونا والمياه، وحسبه نقرر من نزور -ضارب الحجارة أو المضروب.
يعني كل الطرق تؤدي الى .... الفرانكلين.
حتى مدراء المدارس تعلموا الصنعة، والتوظيف هو عادة حسب ما تمليه الخطة للسيطرة. عله حب السيطرة هو السبب وراء ذلك، فالسيطرة على المجلس والمدارس هي الخطة للسيطرة والتحكم بأمور البلد. ومنه ينبع الفرانكلين.
فكر أخي القارئ، ثم فكر مجددا ً. وأرجوك أن لا تقول: لا وقت لدي للتفكير.
-
يتبع