29‏/10‏/2010

الرأسماليون الجدد - أيضاً في عيلبون!

لا بد لكل من واكب تطور مسيرة أعضاء مجموعة المنتفعين قد لاحظ اهتمامهم المبكر بجمع أوراق الفرانكلين الخضراء. فمساعيهم الطويلة، والتي قد بدأت تجني ثمارها منذ أن جلس أبو السحالي على الكرسي، يمكن رؤيتها اليوم بوضوح، بواسطة النظر الى بيوت الحجر أو الجيبات الفخمة التي يقودونها. بعد أن عمروا بيوت عالية، جاء دور الجيبات موديل 2011 حتى يُظهروا للجميع أنهم قد جمعوا الكثير من الاخضر، وأنهم ليسوا من "طبقة العمال الأحرار" بعد اليوم.


فكل من سمع بنصيحتي الاخيرة ووجد الوقت ليفكر قليلا ً، لا بد أن يلاحظ تلك العلاقة الغريبة التي تربط هؤلاء "الشيوعيون القدماء" مع الدافع الأغرب لملء الجيوب. واذا قرأتَ يوما ً ما كتبه المرحوم ماركس، لوجدت أن الأخضر هو عدو الاشتراكية الأكبر، وأن الركض وراءه بهذه اللهفة سيجلب لك، على الأقل، "وجع الراس" ، هذا اذا كنت محظوظا ً، أو "خراب البيت والبلد" اذا لم يحالفك الحظ.
فاذا قال المرحوم يوما ً أن الدين هو "افيون الشعوب" ، لا بد أن الدولار قد أصبح اليوم أفيون "الشيوعيون القدماء" (أو أنهم زعموا الشيوعية لفترة طويلة).
معظم هؤلاء المنتفعين قد نشدوا أغاني مخيمات سنوات الثمانين، مثل :
"احنا الشبيبة .... الشويوعيــــــــــة"
أو حتى "يما ماواسير المي ....."
ولا ننسى طبعا ً "ألمانيا الشرقية .... دولة حرة وقوية"! (استمروا بالنشيد حتى آخر لحظة قبل الانهيار)...
أطلب الان تفسيرا ً من كل من كان يدعي مبادئ الشيوعية والاشتراكية وتحول الى عضو في مجموعة المنتفعين: ماذا حدث لكم ؟؟ كيف تحولتم من محبي شعوب العالم المستعمَرة الى محبي ورقة نقد المستعمِر نفسه؟ أين مبادئ العمر الفاني؟ أين مبادئ لينين؟ يا عمي على الاقل أين مبادئ وشعر توفيق زياد؟ فها أنا "أناديكم، وأشد على أياديكم" علكم تجيبون...
لو علم لينين بما أنتم تعبدون اليوم من بعده لتقلب تكرارا ً في قبره المكشوف في موسكو.
من أية جهة أسألكم؟ هل هي آراءكم الدينية التي تمشون حسبها؟ ألم يقل المسيح "دخول غني الى ملكوت السماوات أصعب من دخول جمل من ثقب ابرة"؟ ألم يقل غيره من الانبياء أمورا ً مشابهة؟ كلا، فليس هو الدين مراحكم، بل أمور الدنيا. أمور قد يتناولها علم النفس عادة ً، مثل الحاجة الى السيطرة ليشعر الانسان بالأمان النفسي.
ان سيطرتكم التامة على أمور البلدة لسنين مضت قد طمأنت قلوبكم وأشبعت جيوبكم، ولكنها علمت أهل القرية أن من خان مبادئه يوما ً وتحول الى رأسمالي كبير، سوف يخون مبادئه بصورة يومية حين يجلس على كرسي السيطرة أو ... بالقرب منها.
--
يتبع

ملاحظة!

ملاحظة هامة: أكتبها للمرة الثانية، جماعة المنتفعين تتألف من 15-20 منتفع، وهي ليست صفة لكتلة حزبية أية كانت.

لا وقت لديهم حتى .... للتطوع

ألم أقل لكم أن لا وقت لديهم للتفكير؟ اليكم الاثبات القاطع:
تحولت عيلبون قبل بضعة أسابيع الى مخيم تطوعي ضخم ليوم واحد، شارك به العشرات من أبناء البلدة اضافة الى 150 طالب مدرسة.
فقد ناشد المجلس المحلي أبناء هذه القرية المشاركة في هذا اليوم الهام من أجل مصلحة عيلبون طبعاً.
لكن موقف جماعة المنتفعين كان واضحاً: "لا وقت لدينا حتى لنصف يوم من التطوع!"
فلم نرى ولو منتفع واحد (أو زوجته أو واحد من أبنائه) يتطوع في شوارع أو مدارس بلده!
تخيل أخي القارئ مدى المقاطعة والحصار الذي يفرضه هولاء. يعني مقاطعة حتى النصر (بالأنتخابات طبعاً). ها لك احدى مبادئ الاب الروحي أبو زياد القديمة تطبق (المبدأ يدعى: الغاية تبرر الوسيلة).
فهم سيقاطعون مشروعاً يعبر عن أجمل ما يمكن فعله الانسان من أجل بلدته: أن يعطيها من نفسه بدل أن يأخذ منها لنفسه. فالحب يا أخي هو أن تعطي بدل أن تأخذ. لكن لا حياة لمن تنادي!
هذا المبدأ لصحيح اذا كنت تحب بلدتك. لذلك لا بد من الرهان انهم لا يحبون نظافة وجمال عيلبون لأنهم، وبالعربي الواضح، مش قاعدين على الكرسي.
فهذه القرية لا تهمهم بعد، لأن الحنفيات قد أغلقت منذ سنتين، والوقت ضيق، ولا بد من جمع الفرانكلين بسرعة (لشراء جيب موديل 2011 مثل باقي أعضاء الشلة)، ولهذا تجوز المقاطعة ويجوز التحريض الاعمى حتى آخر يوم يجلس فيه غيرهم على الكرسي، لايمانهم البسيط، والأحمق، أن المقاطعة سوف تقرب يوم الفرج عليهم.
ولكو ليش هيك؟
---