6‏/6‏/2011

السكوت من ذهب

أرسل الكثير من القراء باستفساراتهم حول انقطاع الكتابة لمدة شهرين، ولذلك وجب الرد هنا احتراماً لهم. يا اخواني، عدم الكلام أحياناً هو أفضل من الكلام! فاذا كان الكلام من فضة، قد يكون السكوت من ذهب. وللسكوت أسباب:




1- لا زلت مقتنعا ً أن السبب الرئيسي لمشاكل البلدة وادارتها هو كون الكثيرين "لا وقت لديهم للتفكير" بما حصل خلال فترة طويلة من مص دم المجلس وموارده. والكثيرون هذه المرة هم نحن الشعب البسيط، وليس مجموعة المنتفعين م.ض.





ولو قللنا من الكلام أحياناً وحاولنا التفكير قليلاً ، لتكشفت امامنا أمورٌ ما برحت تنتظر من يفكر بها ويكشفها.




2- السبب الثاني هو ببساطة طلب البعض، والذي بعث الي برسائل الكترونية تقترح "تخفيف الدعسة" على مجموعة المنتفعين، حتى نحافظ على الهدوء في القرية.



طلبكم فيه بعض المنطق، فكان كذلك.





3- بعد أسبوع من أرسال طلباتهم هذه، احترقت سيارة أبو العبد. وكما تأسفنا وشجبنا كل الحرائق الاخرى، نتأسف على هذا المستوى الحقير والنذل لمن يحرق أملاك غيره.





وبرأيي، لكي نعطي بعض هؤلاء الاذكياء من مجموعة المنتفعين مثالاً في الحكمة والتأني قبل اتهام ابن البلد أو مجموعة كاملة بفعلة غير مثبتة، قررت أن عدم الكتابة هنا هو الدرس الذي ينقصهم.
ينقصهم الوقت للتفكير بأقوالهم الرعناء وأفعالهم التي هي نوع من ردود الفعل السريعة لكسب بعض الاصوات لا أكثر.




ينقصهم فهم معنى كلمات مثل "التروي" أو "التأني" أو "التمهل" قبل اتهام ابن البلد.





ينقصهم فهم معنى أن تفعل مثل ما تكتب وتقول. ففي منشور تكسير الايادي الاخير، يكتبون من جهة أنهم يواجهون هذه الامور "بحكمة وروية"!! اية حكمة هذه التي تنادي الى تكسير الايادي في وضح النهار؟؟ أعتقد أن قصد من نص المنشور كان استعمال كلمة "بذكاء" مكان كلمة "بحكمة". ما الفرق أخي القارئ بين الكلمتين؟





الفرق شاسع وواسع: الذكي لديه القدرة على استغلال أي وضع لمصلحته الذاتية. كثير من الاذكياء قد ينجحون اقتصادياً أو سياسياً، لكنهم ليسوا بالضرورة "حكماء". فالحكمة، يا أخوتي المنتفعين، بعيدة عنكم، لأن الحكيم لا يستعجل بالحكم على غيره، والحكيم لا يركض وراء الأخضر فقط، انما تهمه مصلحة البلد الآنية والمستقبلية. وأشدد على كلمة "المستقبلية"، لأن اشباع الحاجات المادية السريعة لمن حولك الان، قد تفسد نظام القرية وتفرغ ميزانية مجلسها الى سنين طويلة جدا ً (كما حدث)، ولن يكن بالامكان سد الحاجات الضرورية لكل أبناء البلد، مثل بناء مدرسة جديدة.





ومن يهدد بكسر الايادي وحرق البلد، قد يكون ذكياً سياسياً (يتأمل كسب بعض الأصوات، كما يعتقد أبو السحالي ومن حوله) لكنه ليس بحكيم أبدا ً،



ومن يتهم مجموعة سياسية هذه أو تلك، فهو يفتعل التهم، وهو يحرض، وهو يطلب أن تحدث مشكلة حتى يستغل ذكاءه السياسي المخضرم وانتهازيته المثبته تاريخياً، ليحرض بالتالي على مجموعة كاملة. ولأن أبا السحالي هو ذكيٌ فقط وليس حكيماً، ولأن تلاميذه العشرة الاوفياء (مثل وزير المواصلات ، وما الى ذلك) يتعلمون منه دوما ً طرق الكلام المعسل الانتهازي، فهم ليسوا في خانة الحكماء.




والاثبات هو المثل القائل : تجري الرياح بما لا تشتهي السفن. حين احترقت سيارة ابو العبد، غرقت سفينة المنشور. وانقلبت كل خططهم "الذكية" رأسا على عقب. ماذا سيفعل الان من كتب المنشور؟ وماذا سيقول يا ترى أبو السحالي؟



ما كان أمامه سوى الوقوف أمام بيت ابو العبد واستنكار هذه الفعلة ، كما يفعل دائماً طبعاً.



لاحظ أخي المواطن مدى الازدواجية في الموقف عنده (بتكرار متواصل في كل المواقف السابقة والمستقبلية): عندما حرقت سيارة من يهمه أمره، بدأ ببث التهم وكتابة المناشير أن هذا الموقع هو سبب حرق السيارات. والان ، وبعد شهر أو أقل من ذلك، يعتلي المنصة ليستنكر ويشجب فقط. يعني يا عمي يعطيك العافية، لكن اذا كان ذكاؤك المشهور يساعدك على ايجاد متهمين بهذه السرعة حين تحترق سيارة حبايبك، عليك الان أيضاً أن تجد المتهم عندما احترقت سيارة الاخرين؟






أم أن "ذكاؤك" ليست لديه القدرة على ذلك. طبعاً، فهذا اثبات آخر وقاطع، أنك ذكي فقط، ولست حكيماً. فلو كنت حكيما لما تسرعت ولما لوثت جو القرية بتهم زائفة.



على كل حال، التلويث لم يدم سوى شهر، لأن الريح قد أزاحته من أمام أعيننا وفهم أبناء القرية لوحدهم، أن الذئبين الثاني والثالث قد ماتوا معاً. يعني خلص، قلة الكلام كلام (لا بد أن لاحظت أخي المواطن هذا الهدوء الصاخب في القرية منذ حرق سيارة أبو العبد).



مشكلتك، ومشكلة من أيدوا المنشور ووزعوه في مركز القرية ، أن الطرق القديمة "الذكية" للرجوع الى الكرسي المفقود قد أكل الدهر عليها وشرب، ولا جديد تحت شمس عيلبون.





شوفولكو يا مجموعة المنتفعين بلد ثانية تمصوا دمها.




___





ملاحظة أخرى يا أبا السحالي: عندما اعتليت المنصة أمام بيت أبو العبد، وقلت أن هذا المختفي الذي يحرق السيارات عليه أن يكشف نفسه اذا كان لديه ما يقول (ومعك حق في أن تطلب منه ذلك)، أطالبك من هنا، وللمرة الثانية، أن تفصح لنا من هو الشخص الذي كتب منشور تكسير الايادي؟ هل لديك القدرة أن تكشف لنا ذلك أيضاً ؟ (لا أحد سيصدق أن كتلة كاملة بامكانها كتابة منشور، لذلك لا بد من وجود شخص أو اثنان من ورائه).

طبعا ً الجواب معروف.

منقولك بس: ليش هيك؟


___






لذلك آمل أن يكون سكوت الموقع قد هدأ الوضع قليلاً، ولكن في النهاية ما العمل، لا يمكن السكوت على الخطأ.
____





ملاحظة هامة: أرجو من كل القراء أن يلاحظوا احدى طرق مجموعة المنتفعين (المؤلفة من 20 شخص أو أكثر بقليل) لمهاجمة الانتقادات الموجهة لهم هنا ، حيث يستعملون الكذب والمراوغة للأدعاء بأن الموقع "يتهجم" على كتلة كاملة (أكثر من يبث هذا الادعاء هو الوزير ومن حوله). هذا طبعاً هراء وسخافة، وكل من يقرأ الموقع يعرف أن الانتقادات هي عينية ، لافراد لم يستطيعوا ادارة المجلس تماشياً مع المصلحة العامة.
_____





ملاحظة أخيرة: على سيرة وزير المواصلات، تصلني الكثير من التعليقات مفادها أن سيادة الوزير هو قائد لبعض حملات التحريض (يرافقه صديقه ومستشاره، القائد التاريخي لعيلبون، أبو سبيه المحترم)، وأنه في كل مشكلة صغيرة أو كبيرة في القرية، يذهب في نفس اليوم (أو في ظلام الليل عادة) الى بعض الأحياء، ويعرض أمام البعض "تفسيراته" العميقة "والذكية" حول من حرق وحول "التفرقة" بين أبناء البلد وما الى ذلك من أكاذيب وتحريض أعمى على مجموعات كاملة. أفعاله هذه كانت ولا تزال أحدى الاسباب الرئيسية لمشاكل وحساسيات تصب كلها ضد مصلحة عيلبون.




أطلب من كل من يهمه أمر هذه القريه: أفتحوا أعينكم واسعاً، ومن لديه القدرة أن يسجل صوت الوزير وهو يحرض، فليسجل ويبعث لنا أقواله "الذكية" حتى يسمعها كل أهل البلد، عله يتوقف عن اشعال الفتن الشريرة.




وطبعا لا حاجة للقول (للمرة ال12 ): لا للعنف!