16‏/12‏/2011

أخبار طازة

كان من المناسب ترك فسحة طويلة من الوقت حتى يفكر كل من يهمه أمر القرية بما كتب هنا مؤخرا.
رجاؤنا هو ان تتحسن الأمور لمصلحة الجميع طبعا.
بعض إشارات التحسن بدأت تتضح وتتراكم: ففي يوم التطوع السنوي قبل شهر ونيف، شارك العشرات من أبناء القرية معا، ومجددا، بتناغم جميل، وجهد متواضع، حتى ينجح هذا اليوم الرائع (والنادر). ما لفت انتباهي يومها هو مشاركة بعض الافراد المقاطعين عادة لفعاليات يقوم بها مجلس عيلبون ( قارن هذا مع ما حدث السنة الماضية). على أساس ان المقاطعة قد تشد الحبال، وتغير الأحوال، وتفشل الأعمال، وبالنهاية لتجلب لهم الفرج المنشود والنوال.
لا بد إذا من القول أن هناك من لا زال يؤمن بالتعاون المثمر بين أبناء البلدة، لأجل المصلحة العامة، حتى ولو كان الثمن هو التعاون مع الشيطان الرجيم ، مجلس القرية الذي يديره شخص من فئة سياسية مختلفة.
الحق يقال - يجب شكر هؤلاء المشاركين الغير متوقعين، لأنهم تركوا لعيلبون ولو فسحة صغيرة من الأمل.

هذا من ناحية الأخبار الايجابية.
الخبر الثاني قد يضحك البعض، وقد يقلق آخرين. فقد لاحظت خلال الشهر الاخير كثرة الاجتماعات والندوات التي يقيمها وزير المواصلات المحترم. تحركات مكثفة ومثيرة للشبهات. تراه دائما "معجوق" ومستعجل. تارة على البرندة وتارة في بيوت المواطنين. فقد رأيته قبل بضعة أيام "يتوشوش" مع حليفه الى الابد أبو سبيه المحترم، وقبلها مع حلفاء آخرين. ماذا يحدث يا ترى؟
بصراحة، الموضوع ليس بهذا الغموض. يقال، وما بحط على ذمتي، أن الوزير يخطط ليصبح رئيس المجلس. وقد صرح بذلك لعدة مواطنين مؤخرا. فهو ملهوف لهذه الوظيفة بشكل كبير. يخطط، ويجتمع ويقنع ويحسب مين معي ومين علي... فهو يراهن ان بإمكانه أن يوحد كل أبناء العائلة معا، ليكون صوتهم في الصندوق لابن عائلتهم فقط.
يجب التشديد ان هذه هي إحدى اهم النقاط التي يلعب عليها – توحيد عائلته للمرة الأولى منذ سنين طويلة (وطبعا قوله: اجا دورنا نرشح واحد من العيلة – وكأنه مختار العيلة يتكلم باسمها). لاحظ أخي القارئ هذه الإيديولوجية المدمرة لمجتمعنا والمستعملة هنا: توحيد العائلة لتكون ذات لون واحد. هي فرضية مستوحاة من التفكير القبلي القديم الذي يؤمن بوحدة الدم كطريقة مشروعة للنظام الديمقراطي.
الخبر الذي يجب ان يعرفه الوزير: لا خييا، ابناء عيلبون قد تخلوا بشكل كبير جدا (كما أثبتت لنا الانتخابات الأخيرة) عن الحسابات العائلية، فهي لن تجدي بعد اليوم. الموضوع أعمق من هيك. الناس كلها (وأبناء العائلات) تريد قيادة نظيفة، صريحة، تعمل لمصلحة القرية، وليس لمجموعة قليلة من المنتفعين.
لذلك، نرجوك ان تراجع خططك الإستراتيجية للوصول إلى الكرسي المفقود، وألا تستعمل موضوع العائلية لتبني عليه قصورا في السماء.
ليش هيك ؟ يعني عيب تحكي في هالموضوع، واذا بدك تضل مُصر وتحكي، احكي لصحابك بس، وبصوت واطي بشرفك، أحسن ما يسمعك حدا فهمان وعندو موقف بهالبلد ويقوم يفنسك. مش لايقة الفنسة، لأنك صرت حاكي أكثر من اللازم آخر شهرين.

فالعائلية مرض مزمن، لأن من يلعب هذه اللعبة سوف يكون (عادة) عبدا مطيعا لأبناء عائلته حين يجلس على الكرسي.

له الحق أن يترشح، ولنا الحق أن نصوت للشخص الأكثر كفاءة، كان من يكون.


ملاحظة: نتوقع أن يثور وزير المواصلات ويغضب ويهدد ويسب ويشقع كثيرا حين يقرأ هذه المدونة... كما يفعل دائما.