21‏/1‏/2013

هروب مستمر



من يراقب التخبط المعنوي المبدئي عند بعض المرشحين هذه الايام لا بد له ان يلحظ كثرة تكرار المقولات القديمة، والشعارات الفارغة (مثل: "نحن الافضل وبس"، أو:"نحن لم نتغير منذ ال48") التي لا تقنع أحدا بعد اليوم، في خطابات أبي السحالي بالذات.
ذلك البطل القديم، الذي يسجد له ويمجد أحيانا، يكرر ويكرر ومن ثم يكرر نفس الامور الباهتة التي تعودنا عليها منذ بداية تسعينات القرن العشرين.
من أين نبدا؟
خذوا مثلا هروبه المستمر في اتخاذ المواقف. فقد كتبنا هنا قبل سنتين ونصف حين ملأ فمه بالماء ولم ينبس بكلمة واحدة تدافع عن زملائه الذين حاولوا ايصال المواد الغذائية لأهل غزة المحاصرين.
تفسير محتمل (يكرره في جميع خطاباته في عيلبون):" لا نريد إغضاب أصدقاءنا اليهود." 
لأ لا سمح الله يزعلو علينو...مهو الله يهودي، وراح يسخطنا سخط.

شاهد أخي المواطن، يا من سأمت شعارات لا تطبق حول "نحن الذين نقاوم الاضطهاد" و"نحن الافضل" وطبعا: "نحن لا نهرب". انظر من الذي هرب من خط الدفاع امام شلل اليمين المتطرف:

حتى بركة تدخل في تلك اللحظة، وحتى طلب الصانع صرح بشيء "قد يغضب ويزعل اليهود"!

وها هو البارحة (ولا زال منذ سنين) يتهم غيره بالهروب "الى الاردن". السخافة واضحة هنا، لأن ما يهمنا في هذه الدولة هو عدم الهروب الاخلاقي المبدئي، وليس الجسدي، حين نحتاج الى قادة تدافع عن احتياجاتنا الاساسية وترشدنا نحن المواطنين أمام توحش الفاشية الازعر. لا نحتاج الى ممثلين موجودين جسديا هنا، ومغيبين فعلاً وقولاً.
ما الفائدة يا أخي اذا سمعنا شعار "صوتي لأبن بلدي" الاف المرات، وحين احتاجتك البلد، هربت واختبأت؟ فالهروب الحقيقي قد يكون في القدس أيضا، أو عن طريق درج الحديد اللي من عند البنك...
والهروب الحقيقي هو في عدم اتخاذ المواقف! في عدم كتابة مقالة واحدة مثلا، فيها تحدي للظلم، تحدي للخطأ، نفهم بعدها لماذا تطلب منا أن نمنح صوتنا "لأبن البلد".

ولأن هروبك يا أبا السحالي كان واضحا حين احتاجتك البلد عيلبون في قضية تحصيل ومتابعة توسيع المنطقة الصناعية عند وزير الداخلية، أوقضية التعجيل لبناء المدرسة الجديدة، اذا لا يحق لك الكلام عن "الهروب"، ولا يحق لك ان توزع شهادات الامانة والخيانة لمن يطيب لك.
لا نريد قادة تزرع الخلاف الداخلي في وسطنا العربي، ولا نريد فتاواك المجزئة لما بقي من مجتمع مضطهد منقسم أصلا.

قد يكون ذلك ضمن الخطة المركزية لصديقك ايهود باراك. اليك أخي القارئ شهادة أخرى تثبت من الذي كان يختفي ويهرب من الكنيست (بحجة ال קיזוז)، لمساعدة ايهود براك، ومن كان يطلقون عليه نكتة "ערבי טוב הוא ערבי מקוזז":


"ניתן לחשוב שיכולת החקיקה של חד"ש מוגבלת עקב היותם בצד הקיצוני שמאלי של אופוזיציה קטנה. אך דב חנין מוכיח כי אין זה המצב ויכולת החקיקה הדלה של שאר חברי הכנסת של חד"ש נובעת מאי עשייה מכוונת:  בעוד דב חנין נשא את מדלית הארד בתואר הח"כ עם הכי הרבה חוקים שעברו קריאה טרומית , שאר הח"כים של חד"ש ריפדו את רצפת הטבלה. כשמורידים שרים וסגני השרים, שאינם מחוקקים, סוייד נמצא במקום 79 מתוך 88 ח"כים וברכה מספר 64."

79 من 88... كمان مرة، مين اللي بالزبط عم يهرب (من عملو ومسؤوليته)?

مثال اخر للهروب والاختفاء:
قام ابو السحالي بمناداة عميل متعاون معه في مجال الصحافة، لتغطية حفل وضع حجر الاساس لمدرسة عيلبون الاعدادية الجديدة قبل عدة أيام. هذا العميل اسمه محمد الخطيب، يعمل لدى موقع اخباري الكتروني. وهذا الخطيب معروف عنه ولاءه الاعمى للجبهة، وخصوصا لأبي السحالي.
ولمن لا يصدق ذلك، اسألوا أهلنا في عرابة، أو انظروا هنا في مجموعة الفيديوهات الخاصة به:

بلا طولة سيرة، يقوم الخطيب بكتابة خبر منحاز، تهجمي، متمسخر، لأن قرية عيلبون ووجهائها استقبلوا وزير التعليم ، وابدوا الشكر على بناء مدرسة عصرية (5 نجوم) بتكلفة 17 مليون شيكل.
 شيء طبيعي جدا ان يشكر، ويعني "أقل ما فيها"، ويعني يا عمي احسبوها حفاظا على "شعرة معاوية" مع مؤسسة حكومية منحت قريتنا أولى مطالبها، وقد تطالب عيلبون منها بناء مدرسة ثانوية عصرية في المستقبل القريب.
المسخرة الكبرى هي ما لا تراه في مقالة الخطيب: اسم ابي السحالي!! رغم حضوره الحفل.
واليكم الاقتباس للفقرة الاولى:
"استقبلت جماهير غفيرة من عيلبون وزير التربية والتعليم من حزب "الليكود بيتينو" غدعون ساعر والوفد المرافق له، وذلك لوضع حجر الأساس في مدرسة عيلبون الاعداديّة التي بدأ البناء فيها بالمرحلة الأولى. وكان في استقبال وزير المعارف رئيس مجلس عيلبون المحلّي جريس، عدد من موظفي قسم التربية والتعليم في المجلس المحلّي، رجال دين من الطائفتين الاسلامية والمسيحيّة على رأسهم المطران بطرس معلّم، وعدد من طلاب مدارس القرية."


من الذي هرب كمان مرة؟؟
ها ها، جدا يضحكنا هذا التواجد الجسدي، وهذا الهروب الفعلي في اتخاذ المواقف بالوقت ذاته. لماذا أمرت الخطيب أن يحذف اسمك؟

اضغط هنا لقراءة ما كتبه هذا المتعاون السري، كان هدفه فقط تشويه سمعة أبو الجورج.

كم من مثال اخر تحتاج أخي القارئ لتفهم الصورة؟

أعجبني ما قاله بعضهم مؤخرا حين اقترحوا تغيير اسم عيلبون الى "عرب النعيم"! بعدها علنا نراه يقاتل ويطالب بما نحتاجه، على حساب التقليل من الشعارات. لأنه لو تحولنا الى فرع لعرب النعيم (من أفضل الاقتراحات: "عرب النعيم עילית"  أو "يافة عرب النعيم") لحظينا مثلا منه بخطاب رنان في الكنيست، حظي به غيرنا. ولو غيرنا اسمنا، قد يكون وقتها حلال مشرع شكر الوزير، وشكر رئيس الوزراء، ليس لأقامة مدرسة، انما لمجرد مد شارع أطول بقليل، أو بعض فتات أخرى يرميها الينا البيبي نتنياهو المعظم، خالق السماوات والارض.
أعتقد يا أخي القارئ انك ستفهم الفقرة الاخيرة بشكل أفضل حين تشاهد فيديو بوس الايادي التالي، فيديو الترجي، لأجل عرب النعيم، مبررا كل ذلك لأن "بعضهم خدم في الجيش الاسرائيلي"، ولذلك يجب مساعدتهم!! :

هذا الكلام حول المميزات التي يحصل عليها من يخدم في الجيش الاسرائيلي قد يقوله ايهود باراك، وليس من يعارض التجنيد في كل خطاباته الرنانة!


وأخيرا وليس اخرا، خبر طازة:
 قد تسمع في عيلبون منذ اليوم أخي المصوت عن اعادة استعمال شعار "صوتي لأبن بلدي"، ذلك الشعار الذي غُيب هذه المرة فجأة من الدعاية الانتخابية في القرية. 
لماذا؟ لأنه حين يكون مرشح اخر من البلد لا يتبع للجبهة (مرتا)، يصبح الشعار فجأة غير صالح للأستعمال. يعني هذا لقب أبن البلد مش لكل حدا بنفع.
 وبما ان بنت البلد أعلنت عن انسحابها الليلة الماضية، ستقلب الموازين، وسيقوم من بين الاموات، وليصبح هذا الشعار فجأة صالحا للاستعمال.
سبحان الخالق مغير الاحوال، سبحانك على العوج، وعلى الاستخفاف بعقول الناس.


بس يعني سؤال واحد يمكن يكون صعب شوي: مين أهم ومين أحسن، تكون "هون ومش وهون" ولا تكون "مش هون وهون"؟