14‏/6‏/2013

طرق جديدة للربح


استمرارا لما كتب عنه الموقع مؤخرا، ألا وهي طرق الوصول الى السلطة عند وزير المقاطعات (غير طريقة التحريض الطائفي في بعض الحارات طبعا)، اليك عزيزي القارئ بعض المستجدات.
 قبل اسبوع أعلن الوزير في زيارة بيتية، انه يريد "بناء الانسان العيلبوني"  في حال انتصر بالانتخابات القادمة، وأن هذا هو شعاره الاساسي اليوم (صحيح ، لأنو مظلش مشاريع بناء لل"عمارات العيلبونية" تنو ينحكى عنها).
شو يعني الانسان العيلبوني؟ شو رايك أخي القارئ؟  بلكي تبعثولنا اقتراحاتكم.

 وما هي الطريقة الامثل لبناء الانسان العيلبوني يا حضرة وزير المقاطعات؟ المقاطعة مثلا؟  لأنك كنت المثال الشخصي الملهم والامثل لطريقة تنفيذ المقاطعة! أو كتابة منشاير على طريقة "تكسير الايادي" المشهور...
أو يعني مثلا بناء المدرسة الجديدة؟ ألا يبني هذا المشروع بالنهاية "الانسان العيلبوني" المفقود؟ أو بيت الشباب؟ والملاعب؟ ونادي المعاقين؟ والقسائم الجديدة على الابواب؟ وما شابه؟   
عارف شو، هاي نصيحة أخوية: أصول وقواعد الوعودات الانتخابية تقول انه عليك ان لا تعد الناس بشيء غير موجود. هذه أبسط القواعد، لأنك ان لم تتصرف وفقها، فأمامك احتمالين، لا ثالث لهما: سيشعر الكثيرين من ابناء القرية انك "تستهبلهم"، أو انهم سيشعرون ان كلامك فيه بعض "التخبيص".
وانو يعني مش صعب تدور على البيوت وتوزع وعودات بالتوظيف مثلها مثل الشكات الطاجة، وتستعمل المصطلحات الغامضة (مثل "الانسان العيلبوني"). مش راح يفيدك كثير. صدقنا.


وبما أننا سمعنا الكثير مؤخرا عن فشل هذه الطريقة من أناس سألوه هذا السؤال: "وين يعني بصرفوها هاي "الانسان العيلبوني"؟ يبدو أنه لم تبقى لديه طرق للوصول الى الكرسي الهزاز سوى ان يعد "اكم زعلان" من الذين لم يحصلوا  على كل "طلبياتهم" من المجلس الحالي. يعني، شي محامي هون، أو شي واحد بدش يدفع ارنونا وزعلان، لأنو بعدو مصدق كذب الادارات السابقة انو مش لازم يدفع اشي ("فش حاجة تدفع الارنونا، احنا منمحيلك اياها، ولا يهمك، بس تنساش تصوتلنا")... وما الى ذلك من افراد قلة قلائل. هذه المحبة الفجائية والموسمية تتطور أكثر وأكثر، لتتحول الى وسيلة للمتاجرة السياسية، عن طريق اظهار المحبة بين الطرفين (الواعد والموعود) علنا وأمام كل أفراد المجتمع. وهذا يشمل دائما الجلوس معا على نفس الطاولة بقاعة الافراح خلال الاعراس الصيفية، يتخللها رفع كاسات ويسكي لبعضهم البعض امام عيون ال 400 معزوم، أملا منهم ان يعترف المصوتون بهذا الحب الى الابد ... (تذكرو توقعاتنا: ب-23/10 بخلص هالحب المصلحجي وكأنو ما كان).

طريقة اخرى، عصرية ومتطورة، يلاحظها الشباب وهي الاستعمال المفرط لطريقة الفيس بوك. حسب هذه الطريقة، وزير المقاطعات يرى ان من واجبه أن يشارك في كل موضوع او ملاحظة يراها على الشاشة، فيعلق عليها بأية جملة سريعة ومناسبة، على أمل منه ان تزداد شعبيته بين الشباب. 
مثلا قبل شهر، واحد راح رحلة على جنين، كتبلو الوزير: "رحلة موفقة". انو يعني موفقة بئيش؟ بمشترى الخيار والبندورة يعني؟
أو واحد عمل ساندويش وحط صورة الساندويش على الفيس بوك، فرد عليه الوزير: "נראה טעים הםםםם, אני אצל השכן שלך אבו אחמד". 
طبعا الساندويشات غير مشمولة بحملة المقاطعة!

مش مصدقين موقع ليش هيك؟ طيب، وصلتنا هاي الصورة.




يعني مش بس استعمال مفرط، لأ استعمال بِـفَرط.

على كل حال هو حر، يوكل قديش ما بدو ساندويشات، الديموقراطية بتسمحلو. مش هذا المهم،  المهم انو نظل وراه عشان ما يحرضش بين اولاد البلد، مثل ما عمل بوادي العطوات قبل 3 سنين.

ما يثير حيرتنا ايضا هي قوة الاقناع التي لا زال يستطيع الوزير ان يؤثر بواستطها على بعض الافراد "المثقفين" و"الفهمانين"  بالبلد. ويجب الاعتراف هنا انه قادر على اقناعهم بأنه الافضل، وخصوصا هؤلاء الذين يوزعون المناشير معه بالقرب من مخبز عبدو.
عنجد بحير...
قبل اسبوعين سمعت هذا التفسير في شوارع البلد: هؤلاء الذين يدعون ان ابو الجورج فشل باداء وظيفته على ما يرام، ولم يخدم قريتنا، ولذلك "لازم نبدلو" بوزير المقاطعات، هم أصلا لا ينطقون بالحقيقة. لأن الحقيقة الاعمق هي ان قسم من الناس بالبلد مبنية ومتربية على التأييد الاعمى للحزب القطري على حساب مصلحة عيلبون. التصويت لمرشح الحزب (أيا كان) أصبح (وكما كان أيضا في الماضي) في قمة سلم الاولويات، فاذا خسر الحزب، ينتابهم الشعور الداخلي انهم سيخسرون الكثير (بخسرو المصداقية الحزبية القطرية وقت انتخابات الكنيست، والبعض طبعا بخسر مصالحو الاقتصادية الشخصية).
 التفسير حلو كثير، ويمكن يذكرنا بهالواحد، اسمو القذافي، كان معظم حكيو هبل، بس هيك مرات بتطلع معو جمل بتخلي الواحد يستنى شوي ويفكر (كنو الملعون سارقها من شي فيلسوف)، مثل هالجملة اللي بتوصف التعصب الحزبي:
 "الاحزاب السياسية القطرية هي قبائل القرن ال 20".

فكرو فيها، يمكن في منو الحكي على المستوى السياسي المحلي بعيلبون... واللي بقلك لأ، اطلب منو يفسرلك شو يعني "الانسان العيلبوني" هاي.