3‏/6‏/2010

النصيحة فضيحة

لا بأس، فالوقت ضيق والاشغال كثيرة. هل هذا تفسير يمكن بواسطته تبرير عدم اتخاذ الخطوة المطلوبة من ابي السحالي بزيارة كل المصابين؟
لا أدري السبب، لكن النصيحة في هذه الايام ليست بقيمة جمل، لا بل ليست بقيمة كعكة، لأن الكعكة تقسم كما تقسم عيلبون الى فئات وعائلات وحارات. فاذا قسمت الكعكة، أكل من كان نصيبه ان يكون قريباً لها، وبقي لعيلبون "توالي".
هل حقاً زيارة الجميع فيها ضرر لأحد؟ أم هي ليست بواقع الضرر، بل الضرورة. فللضرورة أحكام: اذا كنت من مجمع المصوتين، فسوف تربح الكثير. مثلاً، زيارة من ابي السحالي. زيارة من الدكتور الثاني (الجد عون). ففي هذه الزيارات أنت تحظى باليانصيب الفخري- فخر لك ولأبناء بيتك زيارة هؤلاء الوجهاء لك، لأنه قد تم اختيارك من بين العشرات، لا بل المئات من الباحثين عن المفخرة(وهناك الكثير منهم في هذا البلد). حظك كبير جدا ً، فهذا اعتراف من هؤلاء الكبار أنك الصديق الوفي الى صندوق الاقتراع.
أما الميؤوس منهم، فلا ضرورة لزيارة، ولو خاطفة. قلت لكم، للضرورة أحكام، أو لنقل لعدم الضرورة أحكام.
فاذا حقا لم تعد للنصيحة أية قيمة، ما الذي منعه من التصرف بمساواة؟
قد تكون سفينة المرمرة. فالبلاد "قايمة قاعدة"، والنواب أجمعهم في حالة استنفار. خطاباتهم هادفة، صاخبة، قاسية، تواجه الظلم. آسف، يجب التصحيح: معظمهم، بالاغلبية الساحقة، خطاباته هادفة، صاخبة، قاسية وتواجه الظلم. أما الباقي، فقد امتلأ الفم بالماء. لا نقد لاذع لما جرى، ولا موقف جريء، ولا ما يحزنون.
عشان ما حدا يزعل يعني؟ "להיות בסדר עם כולם"??
وفهمكم أوفى من هو "الباقي"!!
--
قد يكون صدى البهدلة التي "اكلها" أبو زياد من ماهر هو سبب مهم آخر لعدم الزيارة.
وكمان مرة: فهمكم أوفى.
--