20‏/5‏/2010

مشكلة سببها أخطاء الماضي

كثير من الشباب في القرية، من جميع أحزابها وطوائفها وحاراتها، تتذمر وتتحسر على وضع البلد، وما وصلنا له في السنين الاخيرة.
بالنسبة للكثير منهم السبب واضح ومعروف منذ فترة طويلة جداً، ومعظم مشاكل البلد يمكن تفسيرها.
السبب يا اخواني الاعزاء هو عدم التصرف حسب مبادئ واضحة عند الادارات و"القيادات" في البلد . السبب هو عدم وجود هدف أسمى من كل المصالح الشخصية والحزبية. هذا الهدف يسمى "مصلحة عيلبون" ، ومنه تشتق آليات العمل والقرارات اليومية في ادارة أمور القرية.
مصلحة عيلبون تعني اختيار الشخص المناسب للمناصب المهمة (على الاقل).
مصلحة عيلبون تعني أن تقول للخطأ كلمة لا!
مصلحة عيلبون تعني أن لا تأخذ بعين الاعتبار أوامر الحزب في حيفا حين تريد أن تتصرف بأمور محلية تخص عيلبون.
مصلحة عيلبون تعني أن لا تتدخل عند الشرطة حتي تطلق صراح ضارب الحجارة.
مصلحة عيلبون هي ببساطة منع تكرار الخطأ السابق. فاذا تكرر الخطأ وتكرر وتكرر، البلد سوف تقول لك "بكفي"!
وهذا ما حدث في الانتخابات الاخيرة. البلد زهقت الوسخ، زهقت سياسة التراخي أمام الخطأ، زهقت أتباع أبو زياد وتلاميذه. لكننا يا اخوان لازلنا نعاني من نتائج الغلط الذي دام 15 سنة. فماذا تتوقع مثلا ً من أي شخص أو مواطن تعود ان "يرخولو" بشكل مستمر لمدة 15 سنة؟ كانو يرخو بدفع الارنونا، يرخو بدفع المي، يرخو ويعطو المنتفعين ما أرادو عند آمنة (على حساب الغير)، رخو بالمدرسة، ويمكن شغلوالمنتفع بالقاعة قبل الانتخابات (وبعدين طرّوه)؟
يعني حـُكلي تحكلك.
لكن اليوم بعض المدللين السابقين لا يجدون من يحك لهم! وهذا سبب واضح ومعقول للغضب والثوران والاحباط!
فالموضوع الخطير ليس فقط ضرب الحجارة وتكسير النوافذ، انما هو التدليل السابق الذي تعود عليه بعض المنتفعون السابقون. هو الحسرة والاحباط حين تعرف ان القانون اليوم سوف يطبق على الجميع في عيلبون، وأنه عليك ألا تعيش على حساب غيرك لأنه حان الوقت لتدفع الارنونا مثلا ً!
-
حين تعلم أنك سوف تعيش في قرية فيها مساواة بين الجميع في دفع الارنونا (التي هي شرط أساسي حتي تصلك الخدمات العامة وحتى يتعلم أبناؤك في مدرسة جيدة). فحين تعلم أن عصر الدلال انتهى، سوف تتحسر وسوف تضرب غيرك بالحجار مثلا ً. لذلك نستطيع تفسير هذه الظواهر في القرية.
هذا يشبه من كان مدمنا ً على شيء وفجأة مـُنع الشيء عنه.
-
لذلك يا أخي القارئ، هناك تيار المنتفعين السابق والذي لا يزال المحاولة بكل الطرق الرجوع الى السلطة، فهو له ضلع في هذا كله. هؤلاء هم الاقلية الاخذة بالتضاؤل في عيلبون. تخيل مثلا ُ لو بقي أبو زيد مادد اجريه على الكرسي!
كان احترقت البلد وبعدو براكظ عند البوليس عشان يطلع جماعتو اللي بصوتولو... الله سترك يا عيلبون.
-
منرجع مرجوعنا لعند أبو السحالي: الله يرحمك يا عامر ، من طيبة قلبك ولا مرّا غلطت مع حدا، وما غلطت معو لما قلتـِلو وواجهتو بموضوع أم السحالي قدام أهل البلد في قاعة العودة. كلمة الحق بتوجع! وخليها توجع!
ما دمنا نستعمل الكلام لحل المشاكل فالدنيا بخير.
ومن استعمل الحجارة وشجعه على فعل ذلك فهو مذموم ومنبوذ من مجتمعنا.
-
تابعو الموقع لمزيد من الاخبار والتعليقات .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق